أصبحت عبارة كوراساو كأس العالم متصدرة للمشهد بعد أن تمكن المنتخب الكوراساوي من تسجيل واحدة من أكبر مفاجآت الكرة العالمية بصعوده لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم 2026، في إنجاز يعتبر تحول بارز في مسيرة منتخب لم يكن ينظر إليه سابقا كمنافس على الساحة الدولية، فحسم الفريق بطاقة التأهل من خلال مشوار ثابت في تصفيات الكونكاكاف، انتهى بتعادله الثمين أمام جامايكا في الجولة الأخيرة، وهو التعادل الذي وضعه في صدارة مجموعته دون أي هزيمة، ليثبت للجميع أن رحلة كوراساو لم تكن مجرد صدفة بل نتيجة عمل تكتيكي منضبط وتطور ملحوظ في أداء اللاعبين عبر مراحل التصفيات.

كوراساو كأس العالم

صعود كوراساو كأس العالم لم يكن مجرد حلم بعيد بالنسبة للجمهور المحلي، بل مشروع رياضي كامل بني خلال السنوات الأخيرة، وظهر ثماره هذا العام عبر أداء استثنائي تحت قيادة المدرب الهولندي المخضرم ديك أدفوكات، ورغم غياب أدفوكات عن المباراة الأخيرة لأسباب عائلية، فإن البصمة التكتيكية التي تركها كانت واضحة في كل محطات التصفيات، ففي المرحلة الثانية، فرض المنتخب نفسه كقوة هجومية ضاربة وحقق نتائج كبيرة أمام منتخبات باربادوس وأروبا وهايتي وسانت لوسيا، مسجل 15 هدف كامل، في المرحلة الثالثة، فازدادت التحديات مع وقوعه في مجموعة تضم كبار منطقة الكاريبي مثل جامايكا وترينيداد وتوباغو وبرمودا، إلا أن كوراساو أثبتت جاهزيتها عبر نتائج لافتة أبرزها الفوز على جامايكا بهدفين دون رد، والانتصار الساحق بنتيجة 7-0 على برمودا.

تأهل كوراساو إلى كأس العالم

وأصبح تأهل كوراساو كأس العالم مثال يضرب به في قدرة الدول الصغيرة على كسر الحواجز والوصول إلى أكبر محافل الكرة العالمية، لتعيد إلى الأذهان التجربة المذهلة لأيسلندا في كأس العالم 2018، مع فارق أن كوراساو تتفوق من حيث صغر عدد السكان ونطاق الموارد المحدود، يتوقع مراقبون أن يكون المنتخب واحدا من القصص الملهمة في كأس العالم المقبلة، إذ يدخل المنافسات بلا ضغوط وبطموح يعتمد على الروح الجماعية واللياقة العالية، إلى جانب رغبة اللاعبين في إثبات أن معجزة التأهل ليست النهاية.