انطلقت فعاليات مولد السيد البدوي 2025 بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، وسط أجواء روحانية واحتفالية مميزة، شهدت توافد الآلاف من مريدي الطرق الصوفية والزوار من مختلف المحافظات، وتستمر الاحتفالات لمدة أسبوع كامل، انطلقت من يوم الجمعة 10 أكتوبر وتستمر حتى الليلة الختامية المقررة يوم الخميس 16 أكتوبر، وتعتبر هذه المناسبة واحدة من أكبر وأشهر الموالد الصوفية في مصر، حيث تتزين شوارع المدينة بالزينة والأعلام وتقام حلقات الذكر، والإنشاد الديني، وخيام الطرق الصوفية، إلى جانب الأسواق الشعبية التي تحيط بمسجد السيد البدوي، ومن المنتظر أن يشهد يوم الأربعاء 15 أكتوبر إقامة المؤتمر الصوفي السنوي بمنطقة سيجر بعد صلاة العشاء، بمشاركة رموز وشيوخ من مختلف الطرق الصوفية في مصر والعالم العربي.

مولد السيد البدوي 2025

يحمل مولد السيد البدوي 2025 في طياته بعد روحاني عميق، حيث لا تقتصر المناسبة على الاحتفال، بل تعتبر فرصة لاستحضار سيرة أحد أبرز رموز التصوف في العالم الإسلامي، الشيخ أحمد البدوي، صاحب الطريقة الأحمدية الشهيرة، ولد السيد البدوي بمدينة فاس المغربية عام 596 هجريا، وتعود أصوله إلى آل البيت، وهو ما منحه مكانة رفيعة بين مريديه، وعرف البدوي بالزهد والورع منذ صغره، واعتزل الناس فترة طويلة في مكة بعد وفاة والده، ثم ارتحل إلى العراق لتلقي العلم على يد كبار أئمة التصوف، ومن هناك بدأت ملامح طريقته في التبلور، عرف عنه رفضه للزواج، وحرصه على الخفاء والتأمل، وكان يضع لثام على وجهه مثل أهل البادية، ما أكسبه لقب “البدوي”، وقادته رؤيا متكررة إلى طنطا، حيث استقر بها وشهدت المدينة على يديه ازدهار ديني.

مولد السيد البدوي

لا يمكن فصل مولد السيد البدوي 2025 عن التاريخ العريق الذي يحمله ضريحه ومسجده بوسط طنطا، حيث يعد المولد مناسبة تجدد ارتباط المصريين بإرثهم الديني والتصوفي، فعقب وفاة البدوي عام 675 هـ، دفن في دار شيخ الناحية آنذاك، وبني تلاميذه عليه زاوية تحولت لاحقا إلى مقام ضخم، وفي عهد السلطان الأشرف قايتباي، أقيمت قبة ومئذنة، بينما شهد المسجد الأحمدي تطور كبير على يد علي بك الكبير في القرن الثامن عشر، عندما شيد المسجد الحالي بمآذنه وقبابه الثلاث.